متى يتم تطهير خزانات مياه الشرب
هل يمكن ان نتخيل السماح لهواة أو غير متخصصين بالإشراف علي تصنيع أدوية؟ تلقائيا سيجيب القاريء بالرفض, بل يذهب كثيرون إلي ضرورة محاكمة من يفعل ذلك, ومن يسمح بمثل هذا الإشراف .
ولكن هذا القاريء هو نفسه يتصالح مع حالة تسميم يومية, ولا يصاب بالدهشة لانه تعود علي شرب مياه غير صالحة للشرب, نظرا لعدم مطابقة كثير من خزانات المياه اعلي العمارات للمواصفات. المفاجأة ان هناك قرارا وزاريا صدر عام2001 ينص علي تحمل وزارة الصحة مسئولية الإشراف علي مياه الشرب في الخزانات وضمان نقاء هذه المياه وصلاحيتها للشرب,
والقرار الوزاري رقم166 لسنة2001 ينص علي تبعية خزانات مياه الشرب لمكاتب الصحة الواقعة بدائرتها وعليهم التأكد من استيفاء الخزانات
للاشتراطات الصحية ويؤكد القرار ضرورة وجود بطاقة صحية لكل خزان مدون بها موقع الخزان وارتفاعه والمادة المصنوع منها ومادة التبطين والعزل والشركة المشرفة علي تطهيره والمواعيد التي يتم تطهيره فيها علي ان يتولي مكتب الصحة الواقع في نطاقه الخزان إخطار الجهة التي يتبعها بضرورة تطهيره شهري وقد رصدت دراسة علمية للدكتورة سلوي أنيس أستاذة مادة تلوث المياه بالمركزالقومي بالبحوث بعض السل .
وكيات الخاطئة التي يقع فيها السكان في التعامل معخزانات المياه واخطرها عدم الحرص علي تنظيفها بشكل دوري علي الأقل مرة كل شهر ومعظم السكان ليس لديهم حد أدني من المعلومات عن طرق تعقيم الخزانات ويعطون مهمة تنظيفها إلي البواب واشخاص غير متخصصين وهذا خطر علي الصحةالعامة ولا يعلم الكثيرون انه إذا ظهر الصدأ بداخل الخزان فيجب تغييره عليالفور وان اللجوء إلي طلائه بأي مادة كيميائية أكثر خطرا لان الطلاء سيتحلل في الماء بمرور الوقت وهذا يؤدي لأمراض في مقدمتها السرطان وبالنسبةللخزانات الفيبر جلاس فإنه يجب تغييرها مجرد ظهور أي شقوق لأن هذه الشقوقتتحول إلي كهوف للبكتريا والميكروبات والفطريات, أما الشركات التي تعمل في تنظيف خزانات المياه فلا أحد يعلم مدي كفاءتها وهل لديهارخصة للعمل أملا؟
ويؤكد حلمي الزنفلي استاذ مادة تلوث المياه بالمركز القومي لبحوث المياه انعدم معالجة مياه الشرب بصورة صحيحة يجعل جدران هذه الخزانات بيئة نشطة لتوالد الفطريات التي يتسبب في الأمراض الطفيلية, وتضر بالجهاز الهضمي خصوصا الأطفال في فصل الصيف كما تتعرض مواسير الشرب للصدأ والتآكل وهذابسبب تلوث مياه الشرب ويجب غسيل هذه الخزانات مرة كل شهرين علي الأقل لمنع تكاثر .
البكتريا التي تتوالد وتتكاثر علي الجدران كما يجب استخدام مرشحات فلاتر لأي صنبور في المنزل للمساعدة في التخلص من الملوثات المعلقة وجعل مياهها صالحة للشرب نظرا لتأثر المياه بدرجات الحرارة المرتفعة وبخاصة خلال شهور الصيف ومن أهم هذه الملوثات الرواسب او مايسمي بالعكارة ويصاحبها تلوث ميكروبي اما نتيجة بكتيريا او فيروس او طفيليات جزئيات من مواد عضوية او غير عضوية معلقة بالمياه وقد تكون حاملة لكائنات دقيقة تتكاثر وتتزايدأعدادها في المياه داخل الخزان مع ارتفاع درجة الحرارة في مياه الخزانات التي لاتغلق باحكام وتدخلها الاتربة وتعد التيماتودا واللافقاريات من الملوثات المنتشرة للخزانات فتصبح مصدرا دائما للتلوث في المياه. .
تحذيرات علمية
ويضيف أن الخزانات ذات الجدران الخشنة تكون صعبة التنظيف ويسهل أن تلتصقبها الكائنات الدقيقة وتعيش في تجويفها ويكون من الصعب وصول المطهرات اليها,أما الخزانات المصنوعة من خرسانة مسلحة فهي غير مفضلة ولكن منالممكن طلاء جدرانها بالسيراميك لتسهيل عملية النظافة والتطهير الدورية كماان استخدام المعادن كمادة إنشاء للخزانات فلها مخاطر صحية نتيجة الصدأوخروج المعادن أو مركباتها الي المياه ولاينصح باستخدام اي مادة طلاء لانهامع الوقت تتسرب الي المياه أما المصنوعة من الاسبستوس فقد تنفصل عنها هذهالمادة وتنتقل من خلال المياه الي الإنسان لتخترق جدار المعدة او الأمعاءوهي تعد من العوامل المسببة للسرطان وينصح باستخدام الخزانات المصنعة منالصلب غير القابل للصدأ فهي من أكثر الانواع أمانا مع أهمية القيام بعمليات النظافة والتطهير الدورية وتشمل إزالة اي ترسيبات باستعمال الفرش مع تيارمياه مندفع مع ضرورة وجود فتحات في قاع الخزان للتخلص من هذه المواد مع غلق الصمام المؤدي إلي شبكة المواسير.
مسئولية مشتركة
يري الدكتور محمد فوزي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العيني ان اهمالخزانات العمارات فوق اسقف العمارات وعدم اتباع اساليب النظافة الدورية يمثل كارثة موضحا أنها تحتاج الي نظافة دورية وتطهير شهري بمراقبة من مفتشي الصحة والحصول علي عينات لتحليلها لانها تتسبب في نقل امراض معدية .
بكتيرية وطفيلية وفيروسية وتلوث المادة المصنوع منها سواء كانت البولين أوالبلاستيك اوالحديد إذا تعرض للصدأ وينزل مع الماء خاصة ان الفطريات تنموفي المياه الراكدة مؤكدا ان المسؤلية مشتركة بين السكان ومفتشي وزارة الصحة فهذه الخزانات بيئة نشطة لنقل الامراض المعدية والبكتيرية والطحالب والحشرات والفئران ويقول ان ملوثات المياه تسبب90% من امراض الجهازالهضمي والكبد وهما الضحية الاولي لتلوث مياه خزانات الشرب بسبب تحلل الحيوانات الميتة والحشرات وتسربها الي كوب المياه مما يؤدي الي نزلات معوية وميكروبية خطيرة وحمي التيفود واسهال وميكروب الدوسنتاريا الذي يعاني منه الكبار والصغار نتيجة شرب المياه الملوثة بالطحالب والفطريات. ......:
ولكن الدكتور محمد شرف استاذ الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنوفية يؤكد ان مياه الخزانات مهما تخضع لفلاتر فيصعب تعقيمها وتتسبب في تكوين الاميبا وخراج في الكبد الا ان المصريين لديهم مقاومة ويحذر من استخدام هذه المياه في الشرب لانها تفتقد مواصفات المياه الصالحة وتكون مياه الشرب من مواسيرالضغط العالي ومن الامراض الفورية الاسهال وحمي التيفود والتهاب كبدي وبائي والكوليرا.. ..
بدون رقابة:-
أما الدكتور محمود رضوان استاذ الصحة العامة بجامعة عين شمس فيؤكد انخزانات المياه لاتخضع لأي نوع من الرقابة من وزارة الصحة او مراقبي الصحة وأخطر ماتتعرض له هو وجود الحشرات والكيماويات محذرا من استخدامها في الطعام او الشراب ومن زيادة نسبة الكلور في مياه الشرب لأنه ضار جدا بصحةالإنسان حيث يترسب الكلور في انسجة الجسم ويلحق بها اضرارا خطيرة ويصيب بسرطان العظام. . ....
اما الدكتور محمود عمرو مدير مركز السموم بالمركز القومي للبحوث فيري ان إلقاء اللوم علي وزارة الصحة شيء غير منطقي فرغم أنها المسؤلة عن سلامة مياه الشرب فإن هذه الاعباء تحتاج الي تكاتف الجهود وتعاون وزارة الصحة والمحافظة ومرفق المياه لانشاء نظام موحد علي كل العقارات فهناك شركات يجبان تقوم بالتفتيش تحت إشراف وزارة الصحة وهناك شركات موجودة بالفعل ويجب ان تكون هناك بطاقات رقم قومي لجميع خزانات الأحياء بالتعاون مع اتحاد الملاك للقيام بتنظيف الشبكة بشكل مستمر فالطريقة العشوائية موجودة في كل بيت وطرق التنظيف والتلوث ينتج عما يحدث من شبكات ملوثة في الاصل ومواسير سيئة تخرن البكتيريا والكيماويات والفطريات, ويقول ان 75% من أمراض الجهازالهضمي تنتج عن المياه الملوثة
و25% فقط من المياه صالحة للشرب مضيفا بان السبيل الامثل لتناول كوب مياه نظيف غلي المياه الي درجة 60:70 درجة مئوية لمدة تتراوح بين10 إلي 15 دقيقة وتعبئتها في عبوات
زجاجية ثم تبريده ولايكون السبيل أن ننصح الناس بشراء المياه المعدنية نتيجة المبالغة في أسعارها. .
ويري جمال الزيني رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أنه رغم مسئولية وزارة الصحة عن الامر إلا انها لاتوليه الاهمية المطلوبة وهي تحتاج الي مراقبة ومتابعة مستمرة بالتعاون مع وزارة البيئة مع ضرورة توعية الملاك باستخدامها فاغلب الملاك لا يجيدون طرق التعقيم والتنظيف السليمة فالمسحوق والصابون طرق غير صالحة للتعقيم ومن المفترض ان تتناسب نوعية هذه الخزانات مع درجات الحرارة فلا يوجد خزان في مصر به مياه نظيفة. .
أين الوزارة :-
ويؤكد الدكتور حمدي السيد ـ نقيب الاطباء ـ ان خزانات المياه من نقاط الضعف في نشاط وزارة الصحة ورغم مسئوليتها عن نظافة مياه الشرب فإن القضية تحتاج لإنشاء شركات متخصصة تحت إشراف وزارة الصحة للقيام بدورها علي أكمل وجه بالتعاون مع مديريات الصحة والمحليات
وأوضح الدكتور عبدالحميد اباظة استشاري امراض الكبد والجهاز الهضمي ورئيس الادارة المركزية والاتصال السياسي بوزارة الصحة أن الوزارة تقوم بقدر المستطاع بتشكيل لجان للاشرافعلي الخزانات بالتعاون مع وزارة البيئة وتقوم بالمرور الدوري الا ان عدد العاملين قليل وأقل من المتاح حيث تؤخذ عينات عشوائية الي المعامل المركزية وفي حالة عدم صلاحية المياه يتم إبلاغ اتحاد الملاك لاستبدال الخزانات اذا ثبت وجود شوائب بها او عدم صلاحيتها فيلزم اصحاب العقار بتنظيفها .
اما الدكتور طارق المحلاوي وكيل اول وزارة الصحة فيؤكد ان الوزارة تقوم بدورهاعلي أكمل وجه بمتابعة هذه الخزانات والإشراف عليها بالتعاون مع وزارة وشركات المياه والمصالح الحكومية وأن هناك إشرافا طبيا من مديريات الصحة لتوفير مواد التطهير في مواعيد محددة حسب احتياجات المدن مطالبا بضرورة قيام المواطنين بإخطار الوزارة عند تركيب الخزانات.